قصيدة (فلسفة اللجوء )للشاعر سيد حميد

* فلسفةُ اللجوء*

لحسنِكِ القلبُ كبّر
وتلوّى وتعثّر

كأنّني حينَ تأتي
كوردةٍ أتبعثر

لابل ظلامي تجلّى
بوجهِكِ حينَ اسفر

حانَ الوداعُ وحانت
من لحظةٍ تتكدّر

ليسَ الزمانُ ربيعًا
هو الذي كانَ اغبر

هو الذي فيّ اضفى
ومن ورائيَ يفتر

لازلتُ أصرخُ هيّا
واعتلي كلَّ منبر

قوموا استفيقوا وقولوا
في الحقِّ قولةَ معشر

باعُ الحقيقةِ أطول
وفي خلافِهِ أقصر

أمّن يجيب فقيرًا
وفي حياتِهِ مضطر

وجدتُ سيبًا وفيرًا
وفي رحابِك أوفر

إنّي تركتُ يبابًا
لمستقرِّكَ اخضر

من دونِ حبِّكَ أصغر
وفي ودادِكَ أكبر

قلبي وقد كانَ أعمى
لمّا تجليتَ أبصر

لمّا تجلّيتَ أغنى
ومن قبلُ كانَ أفقر

ذخري ليومِ ملمةٍ
أنعم به وبمذخر

سترُ المكارمِ أوفى
من ذي الفضائلِ استر

الخيرُ منه وفيرٌ
لمّا نما وتفجّر

إني اليتيمٌ فأصلح
من كانَ في الخيرِ ابتر

هذا زماني عنيدٌ
بوجهِنا كيفَ زمجر

لولا هجرتُ عنادًا
لا بل من الرجسِ اهجر

لكانَ افضلُ مرمى
لقادمٍ ليس يعذر

طوبى لمن لايبالي
بزائلٍ حيثُ يغدر

سأمسكُ الحبلَ حتى
وإن تقطّعَ خنصر

وإن تقطّعَ فيهِ
ظفرٌ ومن ثمَّ بنصر

جنيُ المعاندِ أضحى
مزلزلًا كيفَ يثمر

لاعذرَ حيث ستُبلى
أفي القيامةِ تنكر ؟

ستسمعُ النارَ تغلي
فتدوّي ثم تهدر

الجأ لربّك كيما
قبل القيامةِ يغفر

بقلم سيد حميد من بحر المجتث
الخميس / ١٩ / ١١ / ٢٠٢٠

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة (سبحان الذي سواك) للشاعر ابو مظفر العموري

قصيدة (إذا) للشاعر احمد عبد الحي

نص بعنوان( ليلة القدر في الشعر العربي) للد. بابكر مجذوب محمد