قصيدة (الصراع) الاخير للشاعر سيد حميد
* الصراعُ الاخير*
أسمعتَ أصواتَ السياط ؟
أما رأيت الخائفين ؟
الهاربين من الضياع
القاضمينَ على النواجذِ بعضَ صيحاتِ الأنين
صيحاتُ كلّ اللائذين
الصارخينَ بلانداء
الناعقينَ على الإباء
كي يُخرسوا طالوت وهو على الجهادِ مثال دين
طالوت أين جنودك؟ أين جنودك ؟
جمّعتَ أصوات السماء
ليستفيقَ الجائعون الباحثون عن الحساء
طالوت أين جنودك؟
أتركتهم صرعى هناكَ على السنين؟
الجوعُ يحكمُ قبضتيه، فلا غنائمَ أو عطاء
فأصابهم عطشٌ فلا كفٌ ليغترفوا ولاصبحٌ
ليلتحقوا بأفواج الصائمين
عَزَلتهُم الفوضى ثم كانوا آثمين
وتناثروا صرعى وبلا نزيف ، حيث الوباء
غير الوجوه الغائرات الفاقدات إلى الشفاه
بالنائمين بلا قعود
باليائسين من الرجوعِ إلى الحياهْ
تحت الترابِ تظافرت تلك الجهود
الكلّ يرفعُ صوته دون المحاجر في سماه
الموتُ يرفضُ لاحياه
موتٌ تحكّم إذ تراه وهو يعبثُ بالخدود
شيءٌ تبعثر وارفاه على المقابرِ واللحود
شيءٌ يقولُ هنا الجدود
وهنا المصير وهنا انتهاء وهنا تعود
وهنا تكدّستِ المصائبُ والمكاسبُ والحروب
في كلِّ معتركٍ تصيحُ أنا الغمار أنا الغمار
من كلِّ مقبرةٍ تصيح من اللحودِ أنا الديار
أنا بيتك الثاني أنا الطريقُ أنا المسار
الموتُ يبحثُ عن ضحايا عن رزايا عن
طريق
عن جموعِ السائرين
الموتُ يبحثُ عن يسوع عن صليب
عن جميعِ العابرين
وهناك نوح لم يزل يبني إلى كلِّ العصور
فلكه المشحون
ويظل سام واقفًا في كلِّ باب
يبحث عن جبال عن هضاب
وهنا سيمتنعُ القطيع
ليمتطي جبلَ الركام كمثلِ سام
صرخاتُ أباءٍ تذوب على الإكام
ويظل نوح هكذا حذرّا ويبني فلكه في كلِّ
عام
طوفانُهُ الآتي ( كسونام) شهير، لتختفي
جزرٌ و (بارات) وانديةٌ تنيرُ إلى الأمير
واشباه الأمير
لتختفي جلُّ المعابدِ من هناك ، ويختفي الإرثُ الكبير إرثٌ تكلّلَ بالدماء وبالنساء
العابراتِ بلا مصير
ليختفي ألمٌ ألمَّ على الجياع الهائمين
بلا نصير
طوفانُهُ حلٌّ أخير ، حلٌّ سيلبسُ طفلةٌ
ضاعت أمانيها الحرير
بقلم سيد حميد
الإثنين/ ٧/ ١٢ / ٢٠٢٠
تعليقات
إرسال تعليق