قصيدة *قبل وصول التتار* للشاعر هشام فتحى
#قبل_وصول_التتار
قبل وصول التتار
لإعتاب بلادي
وقبل ان أخنق
آخر زفرات الاماني
وقبل ان أوأد وطناً في صدري
وقبل أن تنتحب
تحت أقدامي الجواري
وأدفن ذكرى حبيبة
سرت في قلبي وسكنت وجداني
وقبل ان تتحول الحنطة لتراب
وننسى زمن يوسف وظلام جُبه
وغدر أخواني
وقبل أن تفسد السمكة من رأسها
وتموت الزهرة في الأواني
وقبل ان تعلو المآذن بصوت
التهليل والتكبير
وتصير صياحاً على الصُم يالتنادي
فعند هجوم الرومان في سالف العصر
وفجر الزمانِ
وحملة الصليبين في حطين ما كفت
والجهاد صار مكتوب يا أمة العرب
في كل وادي
والأقصى محاصر وحيد
والأمة صارت مشغولة بالكراسي
قبل أن يرسم الزمان
خطوطه العريضة
على قسمات وجهي
فينساني أولادي ويتنكر لي أهلي
ولا يعرفني أحفادي
هناك على أرصفة الأنتظار
زرعت غصناً أخضر ليطرح حُباً
لكن الأرض جدبت قبل الأوانِ
وهرماً بنيته ليخلده الزمان
فحاول الشياطين أن ينسبوه لأنفسهم
وشاركهم في السطو أعدائي
فلا نيل أعاد لي تابوت أوزوريس
بعدما جف ماءه في أصداء الوادي
ولا نهر دجلة ولا فراته
حين سرى بالعراقِ رواني وما أغناني
ولا مطر غيث ينزل
فتهتز له أرضي فتربو
ولا دعوات المصلين المستضعفين
أتت بخير من سمائي
ولا أرض كأرض شعيب
رحُبت بي ولا حافظ عليها أبنائي
فأصابني مطر سوء ورياح شؤم
ولم أجد سلوى سوى الحزن والتعازي
على من أضاعوا أوطاننا
في زمن الخيانة والبيع والتغابي
بقلمــــــي
م/ هشــــــااام فتـــــــحي
تعليقات
إرسال تعليق