قصة بعنوان معاهدة للاستاذ اسماعيل الرجب

معاهدة
قصة قصيرة
وجد معايدة ملقاة على الارض ، مكتوب على ظهرها ، هذه لك شخصيا ، كن مقداما ولاتخف ، التحق مع صديقك لمقاومة المحتل ""
يتحدّث عن القتلى والجرحى : ياعزيزتي الحرب تعني القتل المتبادل ، بين المتحاربيَن، ، تعني الأشلاء الممزقة والدماء النافرة ..
- صور تمر في مخيلته فتثير انفعالاته ، بينما هي تتمايل بجسدها، لتظهر مفرق اثداءها ، اوتدفع بمؤخرتها المغرية الى الخلف ، تتلبد الأجواء بالبرد ، في خريف ساخن بالمعارك ، تتزاحم في اجواءه القذائف وتشتعل فيه النيران ، وبين الفينة والأخرى ، تمر عجلة تحمل تابوتا ..
-اتعانين من الجنون؟ انظري للموتى ، الموت والرغبات لايجتمعان في جسد !
- صحيح لكن رغبات الجسد لاتنقطع ،وانا وانت لم نزل احياء.
انظري الى الاطفال المهجرين بسبب الحرب .
إلى سيول الامطار التي دخلت خيمهم .
يتراجفون.
يلتصقون ببعضهم بشدّة .
- الله ، التصاق "" مااحلاه ! كذلك اريد ان تلتصق بي بشدّة
، اريد ان اتحسس سخونة احضانك ، وقوة اشتباكك معي .
- رفع كفّه لكنّه أمسك عن ضربها، كان يمكن ان نفعل ذلك ، لو لم تبتلع المدافن فلذات اكبادنا . وتنغلق الرغبات في نفوسنا ، ابعدي شبقك عنّي يامرأه "
استنفد كل احتياطيه الشهواني ، وتوقّف عن ممارسة الجنس نهائيا ‘ لقد افقدته الحرب جانبا مهما من شخصيته ، وصار يكبت طاقته العصبية ، يتخوزق هو بالحرمان ،وعدوه يتمتع بشهواته ، يقتل وقته بالقراءة والكتابة ، وغيره يطوف العالم ليضاجع العذراوات من شتّى الأجناس ..
يعود منكسرا بخطاه وهو يحدّث نفسه ..
ياترى من كتب هذه المعايدة ؟، وهل هو المقصود بها ؟، ورغم ان التخاطر لايمكن ضبطه ، لكنّه في لحظة ما وهو ينظر الى نوع الحبرواسلوب الخط في المعايدة ، حضرت صورة صديقه ، فحثَّ الخطا باتجاهه حتى وصله ،
أهذا انت ؟ ، وهو ينظر باستغراب الى المعايدة بيده.
- نعم أنا ، وماذا في ذلك؟
اسماعيل آلرجب - العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة (سبحان الذي سواك) للشاعر ابو مظفر العموري

قصيدة (إذا) للشاعر احمد عبد الحي

نص بعنوان( ليلة القدر في الشعر العربي) للد. بابكر مجذوب محمد