نص بعنوان( ليلة القدر في الشعر العربي) للد. بابكر مجذوب محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
ليلة القدر في الشعر العربي
د. بابكر مجذوب محمد
من أعظم الليالي التي يترقبها المسلمون في رمضان ليلة القدر، تلك الليلة التي وظفت في الشعر توظيفا مختلفا، حتى إنها استخدمت . حتي ٲصبح يقال : فتحت له ليلة القدر، إذ المفهوم أن الدعاء فيها مستجاب.
وقد استخدام ليلة القدر في المدح، وذلك مثل قول الأعرابي لداود بن المهلب:
فتى تَفْرَقُ الأموال من جود كفه … كما يَفْرَقُ الشيطان من ليلة القدر.
ومن استخدام “ليلة القدر” في مقام المدح، ما جاء في نهاية الأرب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنشد قول زهير بن أبي سلمى في هرم بن سنان:
دع ذا وعد القول في هرم … خير الكهول وسيد الحضر
لو كنت من شيء سوى بشر … كنت المنور ليلة القدر.
وتحدث الشعراء أيضا عن الغموض الذي يكتنف ليلة القدر فيقول أبو العباس في زهر الآداب:
ألا يا شفاءَ النفسِ ليس بعالمٍ … بك الناسُ حتى يعلموا ليلةَ القدْرِ.
سوى رَجْمهم بالظنَ والظنُ كاذِبٌ … مراراً وفيهم مَنْ يُصِيب ولا يَدْرِي.
الشاعر بدر شاكر السياب يجعل من ليلة القدر مناسبة لاستنهاض الهمم التى فترت، وكيف أنه يألم لما يرى الأمة فيه من ظلم وهوان ومما حل بالإسلام والمسلمين والعرب، ويستنصِر أمَّتَه ويَحثُّها على الخروج ممَّا بِها من الذُّل والهوان ويجعل من ذكراها صيحة ودفعة من الله للعرب:
يَا لَيْلَةً تَفْضُلُ الأَعْوَامَ وَالحِقَبَا هَيَّجْتِ لِلقَلْبِ ذِكْرَى فَاغْتَدَى لَهَبَا
وَكَيْفَ لا يَغْتَدِي نَارًا تُطِيحُ بِهِ قَلْبٌ يَرَى هَرَمَ الإِسْلامِ مُنْقَلِبَا
يَا لَيْلَةَ القَدْرِ يَا ظِلاًّ نَلُوذُ بِهِ إِنْ مَسَّنَا جَاحِمُ الرَّمْضَاءِ مُلْتَهِبَا
ذِكْرَاكِ فِي كُلِّ عَامٍ صَيْحَةٌ عَبَرَتْ مِنْ عَالَمِ الغَيْبِ تَدْعُو الفِتْيَةَ العُرُبَا
يَا لَيْلَةَ القَدْرِ يَا نُورًا أَضَاءَ لَنَا قَاعَ السَّمَاءِ فَأَبْصَرْنَا مَدًى عَجَبَا
تَنَزَّلُ الرُّوحُ رَفَّافًا بِأَجْنِحَةٍ بِيضٍ عَلَى الكَوْنِ أَرْخَاهُنَّ أَوْ سَحَبَا
عَطْفُ الأُمُومَةِ فِي عَيْنَيْهِ مُتَّقِدٌ وَإِنْ يَكُنْ لِلتُّقَاةِ المُحْسِنِينَ أَبَا
وَلِلمَلائِكِ تَسْبِيحٌ وَزَغْرَدَةٌ تَكَادُ رَنَّاتُهَا أَنْ تُذْهِلَ الشُّهُبَا
أما ليلة القدر عند الشاعر جابر قميحة فقد جاء تعبيره عن فضلها وذكره لها من خلال قصيدته (لا .. يا أمير الشعراء)، وهي قصيدة يرد فيها على أمير الشعراء أحمد شوقى التى جاء فيها [رمضان ولى هاتها يا صاح مشتاقة تسعى إلى مشتاق] وقد جاء رد قميجة عي شوقى قائلا :
ولِلَيـلةِ القــدر العظيمــة فضلُهــا
عن ألفِ شهـرٍ بالهدى الدفـــاقِ
فيها الملائـكُ والأميـــن تنـــزلوا
حتـى مطالــع فجــــرها الألأقِ
مجلة الأدب العربي ٲوردت قول الشاعر الأردني المعروف الدكتور طاهر عبد المجيد مجيبا لي :
يا ليلة القدر هذا صوت سيدنا….يدعو ويسأل هل في العمر من باقِ
أرجوكِ قولي له شيئاً يُطمئنـه….ولا تثيري بــه حزني وإشفاقي
قولي لنعرف كم سيظلُّ نائبــه….يلفُّ ? منتظراً ? ساقاً على ساقِ
وكم ستبقى من الأعوام دولتنا….تَئِدُ الأمانيَ مـن بؤسٍ وإمـلاقِ.
فهذا قليل من كثير عن ليلة القدر في الشعر العربي وهو فا تحة شهية للباحثين في الٲدب العربي للبحث والتنقيب والتحليل والنقد والكتابة في هذا الموضوع.
سائلا المولي عزوجل ٲن يتقبل الصيام والقيام ويشهدنا خواتيم هذا الشهر المبارك تامين غير منقوصين بصحة وعافية وٲن يعود علينا وبلادنا وسائر بلاد المسلمين ٲكثر ٲمنا.
تعليقات
إرسال تعليق