قصيدة( سقط القناع) للشاعر محمد الفاطمى

سَقَطَ القناع
سأظَلُّ رغْمَ قَساوَةِ الأرْزاءِ***مُتَمَسِّكاً بالأحْرُفِ الخَـــــــــرْســـــــــاءِ
أشكو إلى الوَطَنِ الأسير تَعاسَتي***وأنا أُقاوِمُ دوْلَـــــــــةَ السُّـــــــــفاءِ
والجُبْنُ يعْبَثُ بالنُّفوسِ وَقَدْ غَدا***غُولاً يُلاحِـــــــــقُ صَرْخَةَ الشُّعراءِ
لا أَقْبَلُ الذُّلَّ المُهينَ ولا أرى***إلاّ التّحَـــــــــرُّرَ منْ أسى الظَّــــــلْماءِ
يأْبى فُؤادي أنْ يَعيشَ مُكَبّلاً***في دَوْلَـــــــــةِ الأَوْغادِ والعُــــــــــملاءِ
////
روحي فِدى الوَطَنِ الذي بِجِبالِهِ***لَنْ يُطْمِروا جَسَدي بِغَيْرِ ظِـــــــلالهِ
وأَظَلُّ أَحْلُمُ بالرَّبيعِ يَحُفُّهُ***وأَبيتُ يُؤْنسُني شُمـــــــــــــــوخُ هِـــــــلالِهِ
وَطني أَرَدْتُهُ أَنْ يَكونَ مُحَرّرا***لا راكعاً مُتَقهْــــــــــــقِرا برِجـــــــالِهِ
أوَلَمْ تَرَوْا كيْف اسْتَبدَّ بِحُكْمِهِ***مَنْ أَفْسَدوا قِيَمَ الصّـــــــلاحِ بِـــــــمالِهِ؟
إنّي وإنْ غَطّى المَشيبُ شَبيبتي***سأظَلُ أَحْـــــــــلُمُ بِالفلاحِ لِأَهْــــــــلِهِ
////
قَدْ سامني الوَهَنُ المُريبُ فأقْلقا***وأهاننـــــــــــي مَنْ للرّعاعِ تَــــــــمَلّقا
شَعْبٌ سَما بيْنَ الشُّعوب خَساسَةً***قَدْ فاحَ نَتْنُ الجُبْنِ فيــــــهِ وَعَـــــــــبّقا
عمّا سَأَلْتَ وَجَدْتَ نَفسَكَ تائِهاً***وإِلَيْكَ يَرْجِــــــــعُ ما سَمِـــــــــعْتَهُ مُسْبقا
وا سوءَ حَظِّ الكادِحينَ بِمَغَربٍ***فيه التّسلُّطُ بالفَسادِ قَـــــــــدِ ارْتَـــــــــقى
يا حَبّذا إصْلاحُ دَوْلَتِهِ التي***أضْحى شريفُ النَّفــــــــسِ فيها مُــــــــــمْلقا
////
سَقَطَ القناعُ عنِ الزُّناةِ منَ العَربْ***فَهُمُ الأسافِلُ في الحَضيضِ منَ الرُّتَبْ
فقدوا الأصالةَ واللّسانَ فأصْبحوا***دُوَلاً تَعيشُ على الفَــــــــــسادِ بِلا أَدبْ
ما الحاكمُ العربيُّ إلاّ خادمُ***للْغَرْبِ في أرْضِ الضّعافِ منَ العَــــــــــرَبْ
أَيُعَدُّ نَهْبُ الكادِحينَ تَـــــــقَدُّماً***سُحْقاً لِمَنْ فقدوا الكَرامَـــــــــــــةَ يا عَرَبْ
جَثمَ الضّلال على الرّؤوس فأصْبَحتْ***طَوعاً تُقادُ إلى المَحارِقِ كالحَطبْ
محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة (سبحان الذي سواك) للشاعر ابو مظفر العموري

قصيدة (إذا) للشاعر احمد عبد الحي

نص بعنوان( ليلة القدر في الشعر العربي) للد. بابكر مجذوب محمد