قصيدة( رسول الشوق) للشاعر عثمان الاقرع
رَسُوُلُ الشَوّق
........
ومِنَ الشَّوقِ أرسلتُ رسولاً
حَمَّلتُهُ جٌعبةً من الحنين والغرَامْ
فيها أسرارٌ ما بُحّتُها من قَبلُ
فِيهَا سَهرُ الليَالي فِيها فؤادٌ لاينَامْ
شَاهدةٌ علىَ أحّوَالي، أحّوَالي
إسأل كُلَّ الدروبِ وَاسّأَلِ الأيَامْ
كُلُ الناسِ من خلاني قرأوا في
عُيوني كلماتٌ مطرزةٌ بولهٍ وهَيَامْ
جُدرانُ حُجّرَتي تَبّكِي آلامي،وِسَادتِي
تحت رأسي تُعَانِدُني تأبىَ أن تَنَامْ
ورودُ حديقتي تُنادي لمسةُ يَداكَ
تُدَاعِبُ وجنتيكَ تتمناكَ تَهِبُها الوِئَامْ
أشواقٌ وحنينٌ فاض بِهِمُ العِشّقُ
فَبُعِثَ رَسُوُلَهم يُنَاجِي الفُؤادَ بِسَلاَمْ
فَهَلاَّ يَزُورُنِي طَيفُك بِشّهَادةِ قَمرٍ
يؤنس ليلي يروي ظمأ الفؤادِ والنَّاسُ نِيَامْ
والرُوُحُ تَنّعَمُ بِطَيّفُكْ، يَتَبَادلوا
الهمسَ وَيَسّمُو اللِقَاءَ وَيَطِيبُ المَقَامْ
أغنيتي من الصميم أشّدُوها بنغَمٍ
مِنَ الأعّمَاقِ نابِعٌ، فِيهِ تَرَاتيلُ الغَرَامْ
أَغّفُو مع بزوغِ فجرٍ جديدٍ ولأول
مرةٍ تأخذني بطيبِ الهناءِ غفوةُ المنَامْ
وأسرحُ مع طَيفُكَ في رِحلةِ السَعّدِ
نناجي الحب بغفوة ٍ من الرؤى والأحلامْ
يا حبيباً مَا أضّنانِي سِوىَ بُعدُكَ
وما يريحُ الروحَ والفؤادَ وما يزيحُ السُقَامْ
إلا دواءً مِنكَ ياطبيباًفي وَصّفَتِكَ
الشفاءُ ومِن ثَغّرِكَ حروفٌ تُزيلُ الأوهَامْ
إِسّمَع في كُلِ تغاريدِ طَيورِ الصباح
سلامٌ يحملوهْ مني إليك يُرَدِدُوهُ أنغَامْ
وطيورَ المساءِ تُرفرفُ بأجّنِحَتِها
مَع كُلِ رفةٍ ألفُ رسالةَ شوقٍ وتحيةُ سلامْ
أراكْ بين كُلَّ أشيائي أراكَ بينَ
أوراقي تَحتلُ العناوينَ والأفكارُ، إلاكَ حرامْ
أرىَ ملامِحُكَ في كُتبي و حُجرتي
ومطرٍ مُزّنٍ ينسابُ في السماءِ معَ الغمام
هذا حالي حيٌّ ، مقتولٌ منكَ أعّلَمهُ
أفتِني واصدِر حُكمكَ فلابُدَّ من خِتامْ
عسى الفؤادَ يطمئِنُ والروحَ تستكينُ
عساني أطَّهَرُ من الذنوبٍ والآثام
.............
عثمان الأقرع ..سوريا
تعليقات
إرسال تعليق