قصيدة( بائعة الورد )للاستاذ خيرات حمزة ابراهيم
،،،،،،،،،، بائعة الورد ،،،،،،،،،،
من الغابةِ العتيقةِ
ومن جدولِ النَّهرِ
من الابتسامةِ الرَّقيقةِ
تحاكي قساوةَ الدَّهرِ
من الأحلامِ البسيطةِ
من الجلدِ من الصَّبرِ
أطلَّت ملاكٌ بريئةٌ
جاءت بكلِّ الزَّهرِ
الجوريُّ والنَّرجسُ
والبنفسجُ وبكلِّ العطرِ
هي للطَّيرِ صديقةٌ
وأميرةُ ذاكَ النَّهرِ
بائعةُ وردِ الحديقةِ
جاءت بوجهها السِّحرِ
من أفقِ الضيقِ العميقة
تقطعُ ساعاتها بكدر ِ
أكفٌّ بلونِ التُّرابِ
ممزوجةٌ بالدِّماء
ورودٌ تبيعها
مجبرةً بالذَّهابِ
وأشواكٌ تأبى
وتدافع بعناءِ
آهٍ يابائعةَ الوردِ
كم هي الحياة مشقَّة
أكفٌّ منمّقةٌ
تارةٍ بماءِ الوردِ
وتارةً بحرقةِ الوجدِ
خشنةٌ لامبالية
جسورةٌ مشاكسةٌ
نصفُ مفتوحةٍ
نصفُ جائعةٍ
نصفُ آهٍ
آهٍ من ذاك الشَّقاءِ
تجوبُ الشَّوارعَ
توقظُ الصَّباحَ
وتدثرُ المساءُ
أصابعها النَّحيلة
تتوهجُ حين
تلامسُ خدها
ثمَّ تنطفئُ
عند رحيلِ الضِّياءِ
تارةً تبصرُ
في كفِّها وردةً
تارةً تبصرُ رمادْ
آهٍ يا بائعةَ الوردِ
ماأصعبها لقمةَ العيشِ
آهٍ يا بائعةَ الوردِ
وماأصعبها مقايضةَ البقاءِ
ماأصعبَ أن تقايضي
وجودكِ وخجلَ خدودكِ
سحركِ وجميلُ ورودكِ
بكسرةِ خبزٍ وبعض الدَّواءِ
كلُّ الدقائقِ شاردةٌ
كلُّ الطُّرقاتِ وعرةٌ
كلُّ الحياةِ سراب
كلُّ الحياةِ عناء
آهٍ يابائعةَ الوردِ
خيرات حمزة إبراهيم
تعليقات
إرسال تعليق