قصيدة وطني للشاعر محمد الفاطمي
وطني
دعني فقد بلغتْ سوائلنا الزّبى***والجهلُ في أرض الكلاب تربّبـــــــا
لله عفوك فالعذابُ مُـــــــسلّط***والسّـــــــــــحت أصبــح حاكماً فتغلّبا
والغيث يرفضُ أن يصبّ بأرضنا***والصّدقُ قلّ وفي النّفــوس تغرّبا
فانظر إلى الأيّام كيف هوتْ بنا***وانظرْ إلى التّفكير كيف تعلّـــــــــبا
يا ويح قوم بالبغاء تمسّكوا***وغدا لديهم في الحياة محبّــــــــــــــــــبا
////
وطني أراك وقد غدوت مدنّسا***وأرى شبابك بالحبــــــوب تهلـــوسا
طورا يدخّن في الحشيش وتارة***يبكي على عيـــــــش تبرقع بالأسى
وإذا تظاهر في الشّوارع واشتكى***أضحى أسيرا في القبور محـــبّسا
والنّاس قد فقـــــدوا الأمان بأمّتي***والذّئب أصبح للـــــخراف مدرّسا
أيسوس أرض المسلـــمين نواطر***ويسودها من خاننا وتجـــــسّــسا؟
////
وطني رأيتك دائما تتـــــــــوجّع***وبك المــصائب في الورى تتنـــوّع
حتّى كأنّي قد فقدت بصيرتي***ومالي ببطــــــش القهر لا أتضعضع؟
لا بدّ من يوم عـــصيب فانتظر***أبأرض أهلك أم بأخرى المـــضـجع؟
والنفس تطمع إن أجبت نداءها ***وإذا رفضــــــــــــــت فبالقليل ستقنع
لطّـــف لساني بالقريض فربّما***تأتي العـــــــواصف بالدّمار فتجــــمع
////
عاد الخريف وبالعواصف أرعدا***وكأنّما فصــــــل الرّبيع تــــــــمرّدا
فصل أعاصير الرّدى عصفت به***وبه التّسلّط في الوجـــــــــود تجدّدا
سحق الورى بعد الهجوم بضربة***تركت دماء الثّائرين مبــــــــــــــدّدا
أولم تر القتل الفظــــــــــيع بأمّة***أضحى مباحا واستبــــــــــــدّ فعربدا
واللّيل أرخى في النّفوس سدوله***فأماتها بالمـــــــــــــــــنكرات وشرّدا
////
يا من يعذّب في العباد وينهب***لابدّ يحصى ما ارتكبـــــت ويحـــــسب
وعواقب الأيّام في صدماتها***محن يصاب بها اللّئــــــــــــــــيم المذنب
لو كنت تدرك ما ارتكبت من الأذى***لعلمت أنّك في الأخير ستــصلب
فالله أوعد من تسلّط واعتدى***بالنّار في زفراتهــــا سيــــــــــــــــــقلّب
ما كا أن نعصى الغفور ونعتدي***والموت آت والحياة ســــــــــــتذهب
محمد الدبلي الفاطمي
تعليقات
إرسال تعليق