نص( الملاىكة تعيش في القلبء) للأستاذ إبراهيم العمر

الملائكة تعيش في القلب.
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يخطئ أحد ما في فهمك ،
لا تضيّع وقتك لتحاول أن تبرّر نفسك ،
فقط أدرِ وجهك واستمتع بالحياة .
الشخص الذي يعرفك جيدا ،
لا يمكن له أبداً أن يخطئ في فهمك ،
الشخص الذي يعرفك جيدا ،
يمكنه أن يقرأ أفكاره في دماغك ويشعر بأغانيه في قلبك ،
يمكنه أن يجد دموعه في عينيك ويلمس همومه في صدرك ،
الشخص الذي يعرفك جيداً ،
يمكنه أن يتمشّى في الظلام ، في عالمك ويستلقي على سريرك .
يمكنه أن يحمل مصباحاً ويمشي على خطواتك في دروبك .
عندما يخطئ أحد ما في فهمك ،
لا تتوقّف عند عتبته ،
يكفي أن تغلق بابه ، وتتابع أعمالك وتحتفظ ببسمة على شفتيك .
الذي يعرفك ، لا يمكن له أبداً أن ينخدع بكلماتك ،
وسيفرش دروبك بالورود والياسمين .
كنت أحاول أن أعرض أفكاري وانطباعاتي ،
ولكن ، يبدو أنني قد فشلت أن أسّلط النور على الزوايا المهمة ،
يبدو لي أنني لم أتمكّن من فهم كيف أنشر المعلومات وأحصل على الانتباه .
لقد درست جيداً المبادئ ،
فشلت في التطبيق ، ولم أنجح في التجارب .
لقد ، حاولت أن أمشي ، مراتاً عديدة ، حافي القدمين ، على درب نظيف ،
القلب مفتوح والنوايا بريئة وصافية .
رأيت إشراقة الطيبة في العيون ،
وابتسامة الشهامة على الشفاه .
الرؤية كانت واضحة ،
ولكن ، على ما يبدو ، كنت في حالة ، لا وعي .
العالم لم يتغيّر ،
الصور هي نفسها ،
الليل ، لم يزل مظلما ،
النهار لم يزل مضيئا .
الطبيعة البشرية لم تزل هي نفسها بجشعها ،
عاطفتها ،
ورحمتها ،
وأنانيتها ،
رغم كل تلك المظاهر الخادعة ،
رغم كل الوسائل ،
الدوافع هي دائماً نفسها .
الشيطان يسكن في الدماغ الذي يصنع الأقنعة ،
ويغيّر لون البشرة .
الشيطان هو الذي يجمع الحروف ،
ويوحي بالمعاني والمفاهيم التي تترجم النوايا الشيطانية .
الملائكة تعيش في القلب الذى حافظ على منتوجاته ،
وعلى طبائعها من البراءة ،
والطيبة ،
والعاطفة ،
والتسامح ،
والعرفان بالجميل ،
بفضل فطرة كل المخلوقات الحيّة ،
للعدالة ،
والحب ،
والتآخي ،
والاتحاد والسلام .
الإيمان ، هو كلمة في اللغة ،
هو معتقد معيّن في أعماق القلب ،
مطبّق بالعمل ،
والتصّرف ،
والسلوك .
ولا يترك وخذة في الروح ،
ليس مثل الرذيلة التي تسبب العار في المجتمع ،
وتتسبّب بعذاب الضمير .
القلب هو مساحة بيضاء من النقاء والطيبة ،
هو آفاق فسيحة للملائكة المقدسة والحمائم الأطهار .
القلب لا يعرف إلاّ المحبة ،
والروح لا تعرف إلاّ الحنان .
الحب هو الهدية ،
هو التضحية ،
هو البراءة ،
والعفوية .
هو مثل الإيمان ومثل المعتقد ومثل ساعة غرينيتش ،
ما يزال يحكي الحقيقة ،
ويعكس اللحظة والانفعال الصادق .
إبراهيم العمر ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة (سبحان الذي سواك) للشاعر ابو مظفر العموري

قصيدة (إذا) للشاعر احمد عبد الحي

نص بعنوان( ليلة القدر في الشعر العربي) للد. بابكر مجذوب محمد