قصيدة (أنثى الماضي والحاضر) للشاعر عثمان الاقرع
أنّثَىَ المَاضِي والحَاضِر
.............
وقفتُ أمامَ مِرآتي هائمةً
أبحثُ رويداً عَن ذَاتي
أهذهِ أنتِ يَا حالتي
أمْ باتتْ تَخّدَعُني مِرآتي
أُجَالسكِ أنظركِ مراتٍ
أفضفضُ وإيَاكِ سِجَالاتي
أعودُ أياماًوسنينْ، و
أسّتَرجِعُ معكِ ذِكريَاتي
منذُ أيامِ الصبا وَاليومَ
بَعّدما مَضىَ مِن حَيَاتي
كيفَ كانتْ مِن قبلُ
وكيفَ أصّبَحَتْ معها أمنياتي
هَا قَدّ شَابَ الشَعّرُ
وَنَحِلَتْ مِن وجّهِي وَجّناتي
أسّرَاري ما بُحّتُها
مِن قَبّلُ إلاكِ ولِدَمَعَاتي
نسيتُ الفرحَ منذُ زمنٍ
أحاولُ الإيحاءَ لِبَسَمَاتي
سأطّرُدُ العذابَ والألَمْ
وأقّتَلِعُ مِن دَرّبيَّ عَثَرَاتي
ماضِ مَرَّ علىَ عُمّرِي
لَمْ أعلمُ ما تُخَبِؤُهُ سَنَوَاتي
يَامِرآتي أجِيبِيني
أمَ أنكِ لا تَسّمَعِي كلِمَاتي
أيَنَ رحَل عَالَمِي وصِبايَّ
أينَ مَلامِحِي الجَّمِيلاتِ
اللهُ اللهْ ،علىَ زمنٍ
ضَيَّعَنِي وضَيَّعَ مِني خطواتي
مَنْ كَانَ يُسّعِدُني لاذَ
عَني،تَركَني أسِيرةَ مَشَّقَاتي
لاعودةَ بالعمرِ ثَانيةً
أصّبَحَ من المُسّتحِيلاتِ
حَتَّىَ حُرُوفي هَرَبَتْ
مِن بين سُطُوري وصَفَحَاتي
العودةُ فَقَط ستكونُ
لقلمٍ مِدادهُ يُوَاسِيَّ مَأسَاتي
أبوحُ بهِ وَمنهُ أسراري
أرى فيه شَريطُ ذِكَرَياتي
أُناجِيَّ فيهِ الروحَ، أُلَمّلِمُ
بحروفهِ أحّزَاني وَمَسَرَّاتي
تارةً يُذَكِرُنِي بماضٍ
دَمرني فيهِ جَهّلي وخَيّباتي
وتارةً يعيدُ ليَّ بلهفةٍ
أشّواقٌ تَرّتسِمُ فيها ابْتِسَامَاتي
حائرةً تائهةً أفكاريَّ
تَرميني بينَ جَهَنمي وجَنَّاتي
أأُصّغِي لِعَقلٍ شَتَتَني
أم لِفُؤَادٍ سَئِمَتْ مِنّهُ نَبَضَاتي
البشرُ مِن حَولي أراهمُ
شَامتينَ يُشيرونَ إلىَ ذَلاتي
يامرآةَ الذكرياتِ أفّتيني
بنصيحةٍ تُرافقني إلىَ مَمَاتي
فَكُلُ مَا بِأعّمَاقي ثائرٌ
ودنيايَّ لاتنسىَ أبداً هَفَوَاتي
يَامَنْ كمِثلي في الحياةِ
و تقرأونَ مِن قَلَمي كَلِمَاتي
كيفَ أنسىَ وكيفَ أبدأُ
بِمسّحِ شَريطَ كُل خَطِيئَاتي
أحاولُ مُرّغِمَةً فُؤادي
نسيانَ ماخُضّتُ فيهِ بِدايَاتي
وأُناجيَّ مُستقبلَ الحياةِ
بمرآةٍ غيرَ التي كانتْ مِرّآتي
لا أسفٌ علىَ مَا مَضىَ في
مِحّرابِ السعادةِ بدأتُ ابتِهَالاتي
.........
عثمان الأقرع ..سوريا
تعليقات
إرسال تعليق