قصيدة كانك لا تدري للشاعر عبد المجيد زين العابدين
إِلَى أُسْرَةِ مـَـجَلَّةِ حنين الناي الأدبية :السَّلَامُ عَلَيْكُمْ .
كَأَنَّـــــــــــــــــكَ لَا تَدْرِي ..
كَأَنَّكَ لَا تَدْرِي الـْحِسَابَ أَيَا غِرُّ **فَتَفْعَلُ فِينَا مَا تَرَاهُ هُوَ الشَّــــــــــــرُّ
وَتَنْسَى إِلَـــــــهـًـا قَـــــادِرًا وَمُقَدِّرَا**مَسَاوِئَكَ اللَّاتِـــي تُرَى أَنَّهَـاالسِّرُّ
تَظُنُّ بِأَنَّ الدَّهْرَ أَعْطَاكَ فُرْصَــــةً **تَعِيثُ فَسَادًا ثـُـــمَّ هَا أَنْتَ تَغْتَــــــرُّ
فَتَظْلِمُ هَذَا لَسْتَ تُعْطِيهِ قِيمَــةً **لِضُعْفٍ بَــــرَاهُ ثُـــــمَّ لَازَمَهُ الْفَقْــــــــرُ
*****************
وَحَتَّى كِرَامَ الْقَوْمِ أَنْتَ ظَلَمْتَهُمْ **وَحَتَّى الْأَهَالِــــــــي نَالَهَا مِنْكَ ذَا الضُّرُّ
تَقُولُ وَبِئْسَ الْقَوْلُ قَوْلٌ تَقُولُــهُ **بِـــــ"أَنَّ الَّذِي أَرْجُــو يــُـمَهِّدُهُ الْجَهْــــرُ
وَأَغْلَبُ حُكَّامِ الْبِلَادِ أَنَـــــــــــا بـِــهِمْ **دَرِيٌّ وَعِنْدِي مِنْهُمُ الْفَحْلُ وَالصَّقْرُ
إِذَا مَا طَلَبْتُ الشَّيْءَ مِنْهُمْ كَأَنَّنِــــــي**أَمَرْتُهُمُ وَالْأَمْرُ عِنْدِي هُوَ الْأَمْــــرُ".
*********************
أَصُولُ أَجُولُ الدَّهْرَ دَوْمًا مُقَدَّمًـــا **وكَلُّ الْقَضَايَا عِنْدَنَا نَالَــــهَا الظُّفْــــرُ
بـِـمَالـِي وَجَاهِي ثـُمَّ مَعْرِفَــةِ الْوَرَى**أَرَانِـي سَعِيدًا قَدْ يُسَاوِرُنـــِي الْنَّصْرُ
فَلَا شَيْءَ عِنْدِي حَزَّ فــِـيَّ بِعُسْــــــرِهِ **وَكُلُّ عَسِيرٍ فَهْوَ عِنْدِي هُوَ الْيُسْرُ
وَمَنْ كَانَ ضِدِّي فَهْوَ ضِدٌّ لِنَفْسِهِ **يُطَاوِلُنِي حِينًــــا وَآخِرُهُ الْــــخُسْــــــــرُ
********************
فَقُوَّةُ مَنْ يَقْوَى عَلَامَةُ ضُعْفِــهِ ** وَقُوَّتُهُ فـِي الْوَاقِعِ الصَّمْتُ وَالصَّبْـــــــــرُ
وَتَقْيِيمُ فِعْلِ الْغَيْـــــرِ ثُــمِّ فَعَالِــهِ **وَتَمْيِيزُهُ شَـــــــرًّا وَمَا هُـــــــــــوَ ذَا خَيْرُ
وَتــَحْكِيمُهُ عَقْلًا قُبَيْــــلَ مِزَاجِـــهِ**لِأَنَّ عُقُولَ النَّاسِ تَبْقَى هِيَ الثَّمْـــــــــــرُ
رُجُوعُ الْوَرَى لِلْعَقْلِ خَصْلَةُ عَاقِــــلٍ**وَلَيْسَ بِغَيْرِ الْعَقْلِ يــَحْلُو لَنَا الدَّهْـــــرُ
******************
أَلَا يَا اِبْنَ قَوْمِي ثُمَّ أَهْلِي وَعِتْرَتِي ** مَتَى قَدْ تُرَى فِيكَ الرَّجَاحَةُ وَالْفِكْـــــرُ؟
تَعُودُ إِلَى قَلْبٍ صَفَا بَعْدَ لَوْثَــــــــــــــةٍ **وَعَادَ إِلَى حُبٍّ بَعْدَ أَنْ مَلَّهُ الـْمَكْـــرُ
فَأَصْلُ قُلُوبِ النَّاسِ طُهْرٌ وَصَفْوَةٌ ** وَلِينٌ وَتَقْدِيرُ الْأُخُــــــــــــــــــوَّةِ وَالْقَدْرُ
وَحَتَّـــى إِذَا آذَاكَ غَيْرُكَ فـِـي الْوَرَى**وَعَانَدَ إِنَّ الصَّبْرَ أَوْلَى وَلَا الْقَهْــــــرُ
******************
أَلَا وَيْلَكَ الَّلهُمَّ يَا ظَالـِــمَ الْأُلَـــــى** أَيَا لَابِسًا زِيًّا هُوَ الْـــحُمْقُ وَالْكُفْــــــــــرُ
سَخِرْتَ بِأَقْوَامٍ ضِعَافٍ مِنَ الْوَرَى **وَخِلْتَ بِأَنَّ الْـــحَقَّ يـَجْلِبُـــــــهُ الْوَفْــــرُ
فَصَاحِبُهُ فِـــي وَاقِعِ الْأَمْرِ مَنْ يُرَى**يَعِيشُ غَنِيًّا عَيْشُهُ الْـــــمَــــالُ وَالْيُسْرُ
سَتَلْقَى عِقَابًا عِنْدَ رَبِّكَ فـِــي غَــــدٍ**وَتَعْرِفُ مَا تَعْنِي الْـمَظَالِــمُ وَالْغَــــــدْرُ؟
عبد المجيد زين العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ السَّبْتِ السَّادِس (06)مِنْ شبَاط (02)
=فيفري ،سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَلْفَيْنِ (2021)
تعليقات
إرسال تعليق