قصيدة (أخ تحت ركام الزمن) للشاعر سيد حميد

* أخٌّ تحت ركام الزمن*

بُعيدَكَ يا أخي زالَ ازدهاري
وزال الزهوُ واشتدَّ اصفراري

فأظلمَ في ربيعِ العمرِ صبحي
وجنَّ الليلُ في وسطِ النهارِ

فسقفُ البيتِ منصبٌ علينا
تداعى الركنُ من هدمِ الجدارِ

فلم أشهد سوى غُبرِ المنايا
ولم أشهد سوى ذاكَ الغبارِ

ستدمعُ لا محالةَ كلُّ عينٍ
وقلبٌ بالهمومِ عليه جاري

فتلكَ أخوّةٌ خُلقت لتبقى
طريقَ الوصلِ في نفسِ المسارِ

سييحفظُها صغارُ القومِ دومًا
وتبقى حيةً عندَ الكبارِ

لمن فَقَدَ الاخوةَ لا تدعها
تضيعُ وتنتهي مثلَ القفارِ

تعهّدْها بسقيٍّ ثم رعيٍّ
وجدّدها باطيابِ الثمارِ

ستلقاها كجناتٍ وعدنٍ
لما حُفّت بأنواعِ الخضارِ

وقدّم ما تشاءُ من البرايا
وقدّم عندها حلوَ اعتذارِ

فعيشٌ دونما تلقى خليلًا
فهذا العيشُ من صنفِ البراري

وجدّتُكَ يا أُخيَّ كمثلِ صنوٍ
فلا حيٌّ يدومُ بغيرِ جارِ

وقفتُ بسكّةِ الأيامِ أرعى
فلا صوتٌ ولا مَن في القطارِ

فأنزلَ دهرُنا طعناتِ ظهرٍ
فأسدلَ بعدَهُ سودَ الستارِ

فبعدَك صابني سهمُ المنايا
وهذا القلبُ في جوفِ العثارِ

فرانَ الهمُّ في طيّ الخفايا
ضرامُ القلبِ من وَقدٍ فنارِ

أسيرُ بعتمةِ الفقدانِ ترحًا
أسيرُ وسجنُهُ في الهَمِّ ساري

سيرسو الحبُّ في الأضلاعِ حتى
يلفَّ بلفةٍ مثلَ السوارِ

فدون الأخِِّ لا تبقى لذكرى
ولا يبقى لها غيرُ الإطارِ

لتنعقْ ياغرابَ البينِ حينًا
وحين البأسِ من صخبِ الخوارِ

لتكسرَ ما حييتَ الآن ظهري
فبانَ اليومَ من ذاك انكساري

فاوثقتَ اليمينَ وذا شمالي
فبعدَ الاخِّ قد هانت يساري

زماني لم يزل حتى رماني
بخطفِ الأخِّ في وضحِ النهارِ

بقلم سيد حميد من بحر الوافر
السبت/ ٦ /٣ / ٢٠٢١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة (سبحان الذي سواك) للشاعر ابو مظفر العموري

قصيدة (إذا) للشاعر احمد عبد الحي

نص بعنوان( ليلة القدر في الشعر العربي) للد. بابكر مجذوب محمد