قصيدة( لبوة الشرق) للشاعر سيد حميد
* لبوةُ الشرقِ *
قد تطرّزتِ ها هنا بغدادُ
بينَ قلبٍ قضى وقلبٍ يُعادُ
منذُ ذلكَ الحينِ جاء مخاضٌ
فتوشّى بوضعكِ الميلادُ
مذ نكثنا ترابَها قد كبرنا
لم يقم عند سوحها استعبادُ
هكذا نرفعُ العزَّ في نفوسٍ
فلترفرف برايكِ الأعيادُ
قد كتبنا في جبينكِ زهوًا
فتجلّت بوجهكِ الأمجادُ
لبوةَ الشرقِ قد زأرتِ فكنتِ
ليثَ غابٍ يصونُها الآسادُ
كلُّ غرسٍ على ترابِكِ يُسقى
من نزيفٍ تمدُّهُ الأكبادُ
هل ولدّتِ على ترابِكِ أسدًا
قد تصدّى لخصمكِ الأسيادُ
منهمُ الجودُ والعطاءاتُ تترى
من نفيسِ النفوسِ للأرضِ جادوا
وبليلِ الهجيرِ عندكِ قومٌ
بين ضرب القنا والموتِ عادوا
هكذا الضربُ حينَ أقبلَ همٌّ
حيثُ لبّى لدعمِكِ الأولادُ
لا تخافي فقلبنا بات صخرًا
يُنبتُ الصلبَ إذ به الأصلادُ
فاحتسي اليومَ من شبابِكِ عزّا
عربيًا يقودُهُ الاحفادُ
كلُّ نجمٍ توسّدَ التربَ يبقى
فاشرأبّت لذودِكِ الأوتادُ
إنَّ وعدًا قطعتِهِ كانَ صدقًا
قلتُ: لبّى لوعدك الإيعادُ
كم كبرتِ فكوكبٌ كنتِ كونًا
لم يبالِ لفهمكِ الأوغادُ
قلتُ : قربًا لقلبكِ قد قسمنا
لا يُلقّى لوصلكِ استبعادُ
لايقضّى فصبرنا صارَ طودًا
لا انقضاءٌ لنا ولا استنفادُ
أمُّنا الخيرُ مانزال بحضنٍ
عربيٍّ وعونُهُ الأكرادُ
نجدُنا كنتِ في العيونِ وقلبٍ
أمُّنا في القرى وذا إنجادُ
فانشدي يااميرةَ الشعرِ فينا
قد تباهى بوصفكِ الإنشادُ
بقلم سيد حميد من بحر الخفيف
الإثنين / ٥/ ٤/ ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق