نص نقدي للأستاذ ناجي عبد العاطي( لقصيدة اتركيني) للشاعر ابراهيم اسعد

قراءة نقدية لقصيدة "اتركيني"للشاعر أبراهيم أسعد :

- عندما تتاح لنا الفرصة للوقوف أمام رائعة من روائع الشاعر ابراهيم أسعد نجد انفسنا أمام هرم من أهرامات مصر وقامة كبيرة من قامات الادب والشعر المعاصروكيف لا وقد تم تتويجه بالفعل أمينا عاما لاتحاد أدباء وشعراء لبنان
-وبالنظر ألى عنوان القصيدة نجد أن الشاعر اختاره بدقة بارعة بصيغة الأمر الطلبي حيث يطلب من محبوبته أن تتركه
وحده يعاني آلام الوحدة وعلة السقم والمرض متعمداً
-إذن تسيطر على الشاعر عاطفة الضيق والحزن واليأس و تنعكس العاطفة على اختيار الالفاظ المعبرة وحيدا وسقيما
وعميدا -
-ثم ينطلق الشاعر هائما على وجهه في شعاب الصحراء كما فعل الشاعر العبسي عنترة بن شداد بعيدا عن قومه هائما
بحب عبلة -
- يلملم من بقايا صوته ويصنع من صداه نشيدا ويصنع من جراحه حروفا لقصيدة
- ثم ينتقل الشاعر ليبين أثر العشق عليه فقد مزق القلب بلا رحمة واستباح
الوريدا وصهرت ناره الضلوع
- يلتمس الشاعر بعبارته المحورية اتركيني التي تكررت في القصيدة اربع مرات ان يسترجع احلام الطفولة يشبه نفسه بالبلبل الصداح
الذي يلهو ويلعب بين الروض وقطرات الندى ويستعيد الشاعر أيام السعادة حيث يكون العيد عند لقاء الغيد الحسناوات ويتخلص من الدمع في رغد من الحياة - ولكن سرعان ماتتجمد الامال والاحلام التي كانت دافئة لأنها صعبة المنال
- نجح الشاعر في التعبير عن الامه واماله بأسلوب راق وعاطفة قوية صادقة
فتنوعت أساليبه بين الانشائية والخبرية الانشائية الامر اتركيني لاثارة الذهن وشد الانتباه أما الخبرية فجاءت للتقرير والوصف
- تألق الشاعر مرتين مرة في اختيار الالفاظ الموحية المعبرة ومرة أخري فى رسم الصورة البلاغية الاستعارة والتشبيه والكناية وكأنها ريشة رسام ماهر
-استخدم التضاد الذي يقوي المعنى ويوضحه: دفء وجليد والتعبير الاستعاري مثل :
لذة الحلم -يطوي الحلم تصوير رائع للمعنوي في صورة حسية
- التعقيب :
- الاسلوب سهل ممتنع جزالة في الالفاظ ووضوح في المعاني وجمال في التصوير لاننا امام شاعر يتمتع بالذوق الراقي والتمكن اللغوي والقدرة على الحوار-انه ابراهيم اسعد ملك الحرف ومهندس الكلمة نشكره على هذا العطاء النادر ونتمنى له دوام التقدم والرقي واليكم القصيدة :
//اتركيني//(من الخفيف)

اتركيني أقضي الغرامَ وحيدا
وسقيمًا بعلّتي وعميدا

أتركيني أتوه بين الصحارى
هائمًا في شعابها وشريدا

اتركيني ألملمُ الصوتَ حتى
أستعيدَ الصدى الجريحَ نشيدا

أنا مَنْ جرّحَ الحروفَ بكاه
كي أصوغَ الجراحَ منها قصيدا

إنه العشقُ لم يكن بي رحيمًا
مزّقَ القلبَ واستباحَ الوريدا

صهرَتْ نارُه الضلوعَ ليانًا
للهوى نيرانٌ تُلينُ الحديدا

فاتركيني أسترجعُ الحلمَ طفلًا
حلمٌ كان في الزمانِ مديدا

كنتُ والبلبلَ الصدوحَ صباحًا
نُطربُ الروضَ والندى تغريدا

يوم كان الغرامُ عيدًا فتيًّا
نحسبُ العيدَ حين نلقى الغيدا

يومها كنا نستحمّ بعطرٍ
نغسل الدمعَ بالتراب صعيدا

رغدُ العيشِ ما اعتقدناه يُطوى
لذةُ الحلمِ ان تعيشَ رغيدا

حلمٌ في شفاهنا كان دفئًا
أصبح اليوم في العيون جليدا

ابراهيم ديب اسعد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة (سبحان الذي سواك) للشاعر ابو مظفر العموري

قصيدة (إذا) للشاعر احمد عبد الحي

نص بعنوان( ليلة القدر في الشعر العربي) للد. بابكر مجذوب محمد