قصيدة لحن برائحة الموت للشاعر سيد حميد
* لحنٌ برائحةِ الموت*
قيثارةُ الصمتِ... الطويلةُ
في البلاد
عزفت بلحنِ الموتِ
كي تسقي... المقابر
لحنَها القاني
وتصبُّ ثرثرةَ العويلِ
بكأسِها الجمريِّ
مهترئِ... السواد
حطبٌ على كلِّ... الجراح
فلْتشتعل قبلَ النضوجِ
الفائراتُ.. بلا اتقاد
خمريةُ الأوجاعِ
مسكرةٌ بحوشيِّ
المصائبِ... والعناد
أخذت من التلّمودِ
أضرحةً
وتقوقعت فيها الميولُ
على القليلِ من السداد
وتقاعسٌ كالحبلِ
ربّطَ أرجلَ الأملِ
الكفيفِ.. فيكوِّمُ الأصفادَ
في بابِ التفاوتِ
والنكاد
ليُكشِّرِ العصفورُ عن نابٍ
وضرسٍ ومخالبَ
ليشقَّ بطنَ جرادةٍ
قفزت.. لتلحقَ..
بالمزيد من الجراد
وهنا بكاءُ فسيلةٍ
فُطمت... بضربةِ قاطعٍ
ذبحَ الجذورَ بمديةٍ عمياءَ
فاسترسلَ الوجعُ المدمِّرُ
فكأنَّهُ يومُ التّناد
وجذائلٌ لمّا رُمينَ
على الدماءِ اليابساتِ
لتغطيَ الوجهَ القبيحَ
من الفساد
ويمصُّ طفلٌ
إصبعيهِ بلا حليب
ثلثُ المقابرِ لم يموتوا
إنّما دفنوا اشتهاء
رمسيسُ في اهرامِهِ
قصدَ الحياة
سرقَ الحياةَ من الحياة
مومياءُ بلا ماءٍ
ذهبٌ يزيِّنُ فحمةً
مدٌّ من الأعوامِ
في نعشٍ فريد
فاغلولب الملكُ المسجّى
حينَ كأكأهُ... العبيد
في الغربِ يلتقطُ اللصوصُ
مؤونةً سقطت... بفيهِ الدهرِ
في وادي الملوك
مللٌ... من الوديانِ
تنبشُها جيوشُ النملِ
في نعشِ الإله
فتكشَّفت من منخريهِ
دلائلُ الاعجازِ
أو بعضُ الشكوك
خيطانِ من فجرينِ
في ليلينِ يمتطيانِ
آمالَ الصغار
لتغازلَ الاشلاءَ...
بعد سقوطِها أرضًا
بلا حتى رمال
وهجٌ من الخطلِ المدمِّرِ
لايبوح
في مديةِ الجلّادِ
تضطجعُ الجروحُ
على الجروح
زُلفى يقدّمُها
فتنبثقُ الجروحُ
من القروح
مطرٌ جريحٌ مسبلٌ
وسطَ الأقاحي...
في كفِّهِ العرجاءَ جودٌ
تعطَّل واستراب
فيخافُ أن يُلقى...
فيشربُهُ التراب
وقميصُ يوسفَ
صارَ تلبسُهُ الذئاب
تحتَ الدماءِ الكاذباتُ
هناك ناب...
في كلّ نابٍ ألفُ
ناب
وببئرِهِ بينَ الظلامٍ
ألفُ كيوسفَ
بينَ صيحاتٍ وآه
إن يسرقوه، ويطرحوه، ويضربوه
من ذلكِ الوجعِ القريبِ،
تفجّرت... وإخوتاه
وعلى الكراسي...
ألفُ فرعونَ وهامانَ
وموسى في توابيتٍ ونيل
ألفُ حجّاجٍ، ولجّاجٍ، وعجّاجٍ
ألفُ رأسٍ في المداخلِ
دون حكمٍ أو دليل
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الخميس /٢ / ٩/ ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق