قصيدة من ثنايا الوطن للشاعر سيد حميد

*من ثنايا الوطن*

أببَ الزمانُ وخصَّني التأبيبُ
لامَ الهوى قبلَ اللقاءِ لبيبُ

بينَ الجوانحِ لم يزل إلا الأذى
كَلِمَ الفؤادَ على الأذاءِ نسيبُ

تركوا القلوبَ هوامدًا واسَّيدوا
فأحاطَ ما حاطَ الهوى التخريبُ

تهبُ الحياةُ إلى القرودِ مهابةً
إنَّ الزمانَ بفعلِهِ لعجيبُ

لمّا أجد بينَ الليالي كوةً
هذا من الأملِ الرحيبِ رحيبُ

وأصابني لمّا أصبتُ نوافلًا
حتى تعثَّرَ في جواهُ نصيبُ

فاغرورقت عينُ الغروبِ وأسبلت
شمسًا ليُسكبَ في الأهاتِ لهيبُ

سقطت على كأسِ الزهورِ أشعَّةٌ
فازَّينت شمسٌ وبُثَّ الطيبُ

هنأت زهورُ السنديان وأسعدت
برشاقةٍ كيما يشمَّ حبيبُ

بين الثنايا ازهرت بكمالِه
حتى اضمحلَّت في رباهُ عيوبُ

الياسمينُ على الحدائقِ سيّدٌ
ملكَ القلوبَ فأرفدتهُ قلوبُ

ملأَ الفيافي من سناهُ وبدَّلت
ظهرَ الربا طيبًا فجنَّ قشيبُ

أزفت عليها للرحيقِ فراشةٌ
فتماسكت من ذا الفراشِ ندوبُ

من عنبرٍ عبرَ الرحيقُ إلى المدى
أم كيفَ من شمَّ الجمالَ يتوبُ

وإلى الندى فتحت جميعَ جيوبِه
فتمايلت كيما تُزادَ جيوبُ

وعلى البراعمِ نحلةٌ ألفت بهِ
سبلَ الرحيقِ فصدَّها العيسوبُ

وهنا الأماني في الهواءِ تبعثرت
هذا الشمالُ يردُّها وجنوبُ

العنكبوتُ بخيطِهِ مسكَ الهوى
حتى تدلّى خيطُهُ المصلوبُ

سربُ القطا صفٌ يعانقُ بهجةً
ما مسهنَّ إلى الوصالِ لغوبُ

وإذا البنفسجُ فُتِّحت أزهارُهُ
سيغارُ من قسماتِه التوليبُ

الزعفرانُ تبسَّمت أوراقُهُ
وسطَ الحدائقِ عطرُهُ المهيوبُ

وهناكَ ينتشرُ الضماخُ ومسكُهُ
فمنَ الزنابقِ وجهُهُ المشبوبُ

هو موطني فيه العطورُ تزاحمت
أوطانُنا في حبهنّ وجوبُ

بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ ١٨/ ١١/ ٢٠٢١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة (سبحان الذي سواك) للشاعر ابو مظفر العموري

قصيدة (إذا) للشاعر احمد عبد الحي

نص بعنوان( ليلة القدر في الشعر العربي) للد. بابكر مجذوب محمد