قصيدة( لفائف النفاق) للشاعرة المبدعة سهاد حقي الاعرجي
.....لفائف النفاق.....
في يوم وليلة ظلماء
اختفى فيها السرور...
وعم فيها الأنين...
وشح فيها خرير الحب...
وقطع فيها عليل السلام...
وكُفنتْ العقول بلفائف النفاق...
اردت الهروب دون التفاف...
فذهبت اشكو وجعي...
لبحيرة كانت هناك...
صرخت بعلو صوتي...
كي افرغ بركان
جثم على صدري...
وخنق متنفسي...
وسجن أحرفي...
وكفن مبسمي...
فجأة...
هبطت على رمالها...
بجعة بيضاء ريشها...
تمتلك عنق كعنق...
غصن شجرة طويل...
نظرتها خجلة ماكرة...
سرقتني من عالمي...
وسحرني...
هطول ذاك الغروب...
المتواجد معها...
تتمايل بحسنها الأهوج...
ورأسها مرفوع كعود زرافة...
يتمايل يميناً وشمالا...
تبتسم كنقش صورة...
علقت...
على حائط مائل...
يسند جسده بوتد منخور...
تتآكله دودة الأرضة...
اختبأت بعمقها ألوان...
الفتن والكلام المعسول...
والغريب فيها...
لسانها ينزف بالمر المسكر...
والغرور المترف بالعطور...
يتلبسها عنفوان الكذب...
المنمق والنفاق المفروض...
تحسب نفسها...
لا تخطأ يوماً ولا تقصد...
أن تجرح بما تقول...
وهي لا تدري أنه...
كشف المستور والمدفون...
سواد قلبها يليق بحقدها...
وجملها الشمطاء...
ككتلة جليدية سمينة الروح...
ثقيلة على القلب لا تهزها...
ريح ولا تغريد عصفور...
تضرب بجناحيها...
ها هنا وهناك...
سمها كثير وحلوها معدوم...
لا يضع بكوب من الشاي...
حتى يفتقد الفؤاد...
السلام وحرية السطور...
ذبيحها ضعيف البنية...
تمتص عطره وعبق أيامه...
فتسحره...
بدقة أفعى مرقطة...
ذات قرون صفراء...
نهاية أطرافها...
جرس يتراقص كنبضها...
يمتلكه الكثير ...
من شياطين الأنس...
يرن ولا تبالي بما سيكون...
تنظر بعينها وتصبر...
على مفاتنها العوجاء...
لتسرق أصناف الكلام...
لتضعه على أطباقها...
بعد حرقه بفرن الخبث...
لتعدل ميلان عقلها...
وتستعد لقذفه على...
بيئتها المعشوقة...
وليبدأ الهجوم...
غريب أمرها حقاً...
كيف تستطيع أن تتلون...
دون أن تشعر فريستها...
وهي تبتلع منها...
كل حبة نقاء...
تَرَبَّتْ...
على الصالح وابتعدت...
عن كل من جارَ عليها...
دون عتاب وعناء...
من أنت هلا تجيبي...
كيف يكون الشر فيك...
حالك الظلمة كالكهف...
المملوء بوحوش تلتهم...
كل المقتنيات من خزائن...
الحكمة والعدل...
لتحيك سجادها...
بالشكل الجديد...
والضحكة...
تتربع فوق الأرض...
لتشاهد...
إخراج مسرحياتها...
وانتصاراتها دون حراك...
وافتعالاتها الكاذبة المعطاء...
ولكنها غبية جداً...
لنسيانها شغف الروح...
المغروز وبقوة داخلي...
ان عُتقَ عَبقهُ المخبأ...
بين أضلعي لعشقهُ كل...
من وقعت عينه عليه...
وكأنه المسك والعنبر...
وشرابه سلسبيل لا ينتهي...
ويمتلك شجاعة الصفاء...
وصوت الحق لا يخفي...
صولجانه من بين ذراعه...
ولا يسقطه يوماً...
او يتنازل عنه ابداً...
فهو تلك الصرخة...
ذو صدى لا ينقطع...
وهو كعواء ذئب موجوع...
حزين في ليلة بدر...
وكإعصار...
تسونامي بغضبه...
وينبوع...
ماء خريره لا يتعكر...
وهدوئه...
الجميل السارح بعيداً...
في صمت شتاء غريب...
لا يهمني ما تهبي لنفسك...
وما تأخذي مني...
لا يعنيني بشيء أبداً...
فهو سيرد لصاحبه...
كما كان واكثر...
صدقيني لم أعد أكترث...
فلقد ضاق صدري من...
حافات الحياة المتصدعة...
واهتزازات القلب ورجفانه...
على طول الزمان...
واكتفيت...
بالتفرج والصمت...
وسحقا...
لكل من آلت له نفسه...
بقتل روح طيبة...
بطعنة سكين بارد...
دون اعتبار ورحمة...
أو اعتذار بسيط يذكر...
---بقلمي---
.....سهاد حقي الأعرجي.....
15/11/2021
الإثنين
تعليقات
إرسال تعليق