قصيدة موعظة حسنة للمبدع سيد حميد

* موعظةٌ حسنةٌ*

جعلتَ لقلبٍ لو يؤوبُ إطارا
وألبستَ تقوى الصالحينَ إزارا

جعلتَ يمينَ الصالحاتِ مسرَّةً
وأقعدتُ مادونَ العظاتِ يسارا

وأمّا ثمارُ العارفينَ فأثمرت
فما أسقطت إلا هناك وقارا

إلى الملأ الأعلى حزمت حقائبي
وقلتُ آلا لبَّيك ربي جهارا

وسرتُ إلى طورٍ عظيمٍ فاوقدت
به النفسُ حتى سرَّني وأنارا

بنيتُ كذي القرنين سورًا لهفوتي
أذبتُ به قطرا فصارَ جدارا

أتيتُ أغوصُ اليومَ في وسطِ دجنَةٍ
قطعتُ لكي ترضى عليَّ بحارا

أثارَ بقلبي الذنبُ إعصارَ توبتي
إذا تبتُ لم تترك عليَّ أثارا

إلى النورِ هيّاف إلى الصدقِ أنتمي
أشرتُ بقلبي نحوهُ فاشارا

صلاتَكَ حصِّن في الحياةِ وخذ بها
تمسَّك بها حتى تكونَ شعارا

ففكّر قُبيل المشي أيّانَ مقصدٌ
ولا تتخذ قبلَ الوضوحِ قرارا

وصارح خبايَا النفسِ ما كانَ سيئًا
فكيف سترضى أن تحوزَ صغارا

إذا المرءُ لم يسمع من النفسِ واعزًا
ستضحي هناك الصالحاتِ صحارى

عليكَ بحزمِ الحقِّ والزم ثباتَهُ
ولا تبنِ إلا للتقاتِ منارا

ولاتلتهِ في الشرِّ أو تنتمِ له
حذاري فإنَّ غذاءَ المارقينَ شَرارا

هناك سيقضي اللهُ ماشاء في الورى
هناك ترانا قادمين سُكارى

ولا تتطير في الحياةِ فإنَّها
تطيرُ إذا عبدٌ بذاك أطارا

مخاطرُ تلقاها تزولُ بحمدِهِ
فسبحانَ ربي إذ أقالَ عثارا

هناك نداءُ الحقِّ قد قالَ وانتهى
إليَّ عبادي قد جعلتُ بدارا

من الضعفِ مصنوعونَ لا قوةٌ بنا
فقد كلَّ مجهودُ الجميعِ وخارا

على القلبِ حبّاتٌ من الحقِّ أُسقطت
وناثرتُ تقوى الصالحين نثارا

ركلت برجلي ناسفًا كلَّ طخيةٍ
فزمجرَ قلبي كالهزبرِ وثارا

وجدتُ هدى الإسلامِ والناسُ حولَهُ
فظلَّ يهودٌ ثم ظلَّ نصارى

وأيُّ جريءٍ قد تباهى بذنبِهِ
فذلكَ حقّا في الإلهِ تمارى

ومن يتقِ ربَّ العبادِ يجد له
بكلِّ مسارٍ في الحياةِ بشارى

بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ السبت / ٢٩/ ١/ ٢٠٢٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة (سبحان الذي سواك) للشاعر ابو مظفر العموري

قصيدة (إذا) للشاعر احمد عبد الحي

نص بعنوان( ليلة القدر في الشعر العربي) للد. بابكر مجذوب محمد