قصيدة خطاب وطن للشاعر سيد حميد
* خطابُ وطن*
اسطع هنا فتفتَّحت آفاقي
ما بينَ شمسٍ أو بزوغِ عراقي
هلَّت بكَ النسماتُ في عرجونِها
متعوِّدٌ وطني على الأشراقِ
بالجودِ تُعرفُ حينَ تنثرُ أنعمًا
متعوِّدٌ بلدي على الانفاقِ
كم سارقٍ ما زالَ يرزحُ بالأذى
متعقِّدٌ وطني من السرَّاقِ
فتشبَّثت فيكَ الفضائلُ كلُّها
ولقد غرستَ أرومةَ الأخلاقِ
ولقد وُلدتُ بأرضِهِ فكأنَّني
غصنٌ يعانقُ مجملَ الأوراقِ
حتى شربتُ من الفراتِ ودجلتي
وشربتُ من حبٍّ له رقراقِ
وبحثتُ عنك فقد وجدتُكَ هاهنا
بينَ الضلوعِ ومنتهى الأعماقِ
إذما جعلتُك في العيونِ فأصبحت
كحلاءَ من جفني إلى الأحداقِ
ولقد ضممتُكَ في ذراعي مرةً
ووجدتُ أجمل ما يكونُ عناقي
مالي إذا ذُكِرَ العراقُ لقيتَني
متقفقفًا من عصفةِ الأشواقِ
ها أنتَ كالنّخلِ المعمِّرِ باسقٌ
متباهيًا من كثرةِ الأعذاقِ
سيزولُ أعداءٌ عليكَ تآمروا
أنتَ الذي رغم الدسائسِ باقي
وهناكَ رايتُكَ العريقةُ في دمي
خفَّاقةٌ بفؤاديَ الخفّاقِ
كم لسعةٍ لسعوكَ لكن عندما
لُسعوا لتصبحَ عُلبةَ الترياقِ
لم ينثنِ والريحُ تعصفُ فوقَهُ
والموجُ لن يقوى على الإغراقِ
أدَّيتَ ما أدَّى الأباةُ رسالةً
وثبتَ في عهدٍ وفي ميثاقِ
نشطٌ قويٌّ ذو حماسٍ واسعٍ
جلدٌ فما كُبكبتَ في الإرهاقِ
ماذا حصدتَ اليومَ؟ زرعكُ لم يزل
في الحقلِ لا غصنٌ ولا من ساقِ
في الحربِ صنديدٌ وليسَ مُجعجعًا
فيسوقُهم صُلبًا وغيرُ مساقِ
لا يأكلونَكَ ليس سهلًا صيدُهم
إن يأكلوك فأنتَ مرُّ مذاقِ
تجري دماؤك كلَّ يومٍ غيلةً
ما كانَ غيرُكَ هيَّنَ الإهراقِ
فتقدّموا كيما يريكم بأسَهُ
لا تفرحوا يامعشرَ الفسّاقِ
الصقرُ يأنفُ أن يقارعَ نملةً
والنسرُ لم يُجعل شبيهَ الغاقِ
كنتَ الغنيَ وما تزالُ بنعمةٍ
لم تشتكِ في القحطِ والإملاقِ
قطعوا الفراتَ وماءَ دجلةَ مثلَهُ
كي يجعلوكَ مُطأطأَ الأعناقِ
صبَّ الإلهُ نعيمهُ في أرضِهِ
حتى كُسيتَ بكاملِ الأرزاقِ
سيزولُ خصمُكَ لامحالةَ كلُّهم
وتدوسُ ياوطني رؤوسَ نفاقِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
تعليقات
إرسال تعليق