نص نثري (تأبط جرحا) للاستاذ إدريس سراج
خاص بالمهرجان
إدريس سراج
نص نثري
تأبط جرحا
زمان قبل المغيب عن المكان
نما ياسمين الكلام على خد الاحلام .
نام الامير في رباض الذاكرة
جواري وقوافي و اسلاب
و اندلس تفتح صدرها لكل الشعراء
و دسائس البلاط .
نما الامير تحميه نجمة تعد بهجرة اكيدة
سقطت القلاع و القناع
بكى و اشتكى
خاب ظنه في بني جلدته
خبا بريق الفرح حيث نمت الحروف .
تعبا توسد احلامه
ملتحفا بازار النجوم
شارذا في متاهة هجير الروح
رحل حيث رحلوا الى جنوب الجرح .
تفجر نبع الحنين حين خبا دفئ الحنان
كان يمشي و النجمة عينها دليله .
بما تبقى من روحه
من حلمه شيد مأوى لذاكرته
فتعالت صواري و اقواس
و رياض و ياسمين و نافورات و دنان
و سال حبر روحه في سواقي احلامه .
كفكف دمعه و لملم ما تبقى له من صور
في عينيه دسها
سار في الاسواق
صارت له خليلات و انثى
يدسها ماءه العزيز
فتفضي له بأميرات و أمراء
لجرحه المتجدد .
مات من مات
و توارثت اجيال خيبة اجيال اخرى
و ظلت نفس الصور تبوح
بنفس الجرح .
علت اصوات
بالحنين نفسه
هنا عدوة لآندلس
هي ليست أندلس
هي هجرة أخرى بدأت
و لثوابيت ضيقة
سميت بيوت العصر
رحل الامير
و على الشرفات علق رياضه
و بعينه دس الصور ذاتها
و النجمة نفسها تحميه
و تعد بهجرة اخرى
الى اطراف الخيبة
او رمس لحزنه الكبير.
زمان قبل المغيب عن المكان
نما ياسمين الكلام
على قبر الآمبر حيث ينام .......
ادريس سراج
فاس المغرب
تعليقات
إرسال تعليق